جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

منتخب مصر يثأر من جنوب إفريقيا بهدف صلاح ويتأهل للدور الثاني في ليلة تألق الشناوي

بقلم: محرّر رياضي

في ملحمة كروية حبست الأنفاس، نجح المنتخب الوطني المصري في حجز مقعده كأول المتأهلين إلى الدور الثاني من البطولة الإفريقية، بعد تحقيقه فوزاً ثميناً ومستحقاً على نظيره جنوب إفريقيا بنتيجة (1-0). المباراة التي أقيمت وسط أجواء حماسية في المغرب، لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت رد اعتبار وتأكيداً على شخصية "الفراعنة" الجديدة تحت قيادة المدير الفني حسام حسن.

منتخب مصر يثأر من جنوب إفريقيا بهدف صلاح ويتأهل للدور الثاني في ليلة تألق الشناوي

منتخب مصر يثأر من جنوب إفريقيا بهدف صلاح ويتأهل للدور الثاني في ليلة تألق الشناوي

بداية حذرة وصراع تكتيكي في الشوط الأول

دخل المنتخب المصري اللقاء وهو يدرك تماماً قوة "الأولاد" (Bafana Bafana)، خاصة أن التاريخ القريب شهد جرحاً غائراً بخروج مصر من بطولة 2019 على يد الفريق نفسه. اعتمد حسام حسن على تشكيل متوازن شهد مشاركة أحمد سيد "زيزو" بدلاً من إمام عاشور، ورامي ربيعة في قلب الدفاع.

بدأت المباراة بفترة "جس نبض" استمرت لعشر دقائق، حيث انحصر اللعب في وسط الملعب مع تفوق طفيف لجنوب إفريقيا في الاستحواذ السلبي. ومع مرور الوقت، بدأ الفراعنة في التحرر، وانطلق محمد هاني في الجبهة اليمنى مرسلاً عرضية متقنة لم يحسن محمد صلاح التعامل معها في الدقيقة العاشرة، لتكون هي الإنذار الأول لمرمى جنوب إفريقيا.

محمد صلاح يفتتح التسجيل من نقطة الجزاء

تحول ريتم المباراة بشكل مفاجئ مع تحركات عمر مرموش الذي أربك دفاعات الخصم بسرعته الفائقة، مما أجبر المدافع "مكوينا" على ارتكاب أخطاء كلفته بطاقة صفراء. وفي الدقيقة 40، حدثت اللقطة المفصلية عندما تعرض محمد صلاح لعرقلة واضحة داخل منطقة الجزاء من قبل المدافع "موداي".

بعد العودة لتقنية الفيديو "VAR" ومداولات استمرت 3 دقائق، احتسب الحكم ركلة جزاء وسط اعتراضات لاعبي جنوب إفريقيا. انبرى "الملك المصري" محمد صلاح للكرة بكل ثقة، واضعاً إياها في الشباك في الدقيقة 45، ليعلن تقدم الفراعنة ويشعل المدرجات المغربية التي آزرت المنتخب المصري بكل قوة.

النقص العددي.. اختبار الإرادة المصرية

فرحة الهدف لم تدم طويلاً قبل أن يتلقى المنتخب المصري صدمة قوية بحصول الظهير الأيمن محمد هاني على الإنذار الثاني والكارت الأحمر في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. هذا الطرد وضع حسام حسن وجهاً لوجه أمام اختبار صعب: كيف يحافظ على التقدم وهو يلعب بـ 10 لاعبين طوال شوط كامل أمام فريق منظم جداً؟

الشوط الثاني جدار الشناوي وبسالة ياسر إبراهيم

مع انطلاق الشوط الثاني، أجرى حسام حسن تغييراً أثار الجدل بخروج عمر مرموش ودخول إمام عاشور لضبط إيقاع خط الوسط وتعويض الفراغ الذي تركه رحيل هاني. تراجع المنتخب المصري بالكامل للدفاع، معتمداً على الهجمات المرتدة السريعة لصلاح وتريزيجيه.

• هنا، برز اسم محمد الشناوي كبطل فوق العادة. الحارس العملاق تصدى لأكثر من 4 كرات محققة، من بينها تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، ورأسية من مسافة قريبة جداً، ليثبت أنه صمام أمان الفراعنة الأول. وبجانبه، قدم ياسر إبراهيم مباراة العمر، حيث كان يقاتل على كل كرة، مغلقاً كل الثغرات أمام المهاجمين.

إدارة فنية ذكية من "العميد" حسام حسن

رغم الضغط الرهيب من جنوب إفريقيا، إلا أن حسام حسن نجح في إدارة التغييرات بذكاء، حيث دفع بمهند لاشين وشحاتة لتجديد دماء الوسط، ثم أخرج صلاح في الدقائق الأخيرة لإقحام أسامة فيصل لتخفيف الضغط الدفاعي. المنتخب المصري أظهر روحاً قتالية عالية افتقدها الجمهور لسنوات، حيث كانت "الجرينتا" المصرية حاضرة في كل التحام.

تاريخ المواجهات الثأر من ذكريات 2019

دائماً ما تتسم مباريات مصر وجنوب إفريقيا بالإثارة. فإذا كانت ذكرى نهائي بوركينا فاسو 1998 هي الأجمل بتتويج مصر، فإن خسارة 2019 في استاد القاهرة كانت هي الأصعب. بهذا الفوز، نجح الجيل الحالي في غسل أحزان الماضي، والتأكيد على أن الفراعنة لا يسقطون مرتين أمام نفس المنافس في المواعيد الكبرى.

ترتيب المجموعة وضمان التأهل

بهذا الفوز، تصدرت مصر المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط من مباراتين، لتضمن التأهل رسمياً للدور الثاني بغض النظر عن نتيجة المواجهة القادمة أمام أنجولا. وجاء ترتيب المجموعة كالتالي:

1. مصر: 6 نقاط.
2. جنوب إفريقيا: 3 نقاط.
3. أنجولا: نقطة واحدة.
4. زيمبابوي: نقطة واحدة.

أبرز أرقام المباراة

• محمد صلاح: سجل هدفه الدولي الجديد معززاً مكانته كأحد أساطير القارة.
• محمد الشناوي: حصل على تقييم "رجل المباراة" من قبل العديد من المحللين بفضل تصدياته الحاسمة.
• النقص العددي: صمد المنتخب المصري لمدة 50 دقيقة (بالوقت الضائع) بعشرة لاعبين فقط.

الجمهور المغربي.. السند والعضد

لا يمكن الحديث عن هذا الفوز دون الإشادة بالجماهير المغربية التي ملأت المدرجات وشجعت المنتخب المصري بحرارة منقطعة النظير. هذا الدعم جعل اللاعبين يشعرون وكأنهم يخوضون اللقاء في استاد القاهرة، مما أعطاهم دفعة معنوية هائلة للصمود أمام هجمات "الأولاد".

خلاصة القول ومستقبل الفراعنة في البطولة

المنتخب المصري اليوم لم يحقق فوزاً عادياً، بل قدم درساً في العزيمة والتكتيك الدفاعي المنظم. ورغم وجود بعض الملاحظات الفنية على التراجع المبالغ فيه في الشوط الثاني، إلا أن الظروف (الطرد وقوة الخصم) تبرر نهج حسام حسن.

• الطريق لا يزال طويلاً نحو اللقب الثامن، لكن هذه المباراة أثبتت أن الشخصية المصرية قادرة على تجاوز الصعاب. الجماهير المصرية الآن تنتظر مواجهة أنجولا بأعصاب هادئة، بعد أن أصبح "الفراعنة" أول من يحجز تذكرة العبور للدور القادم.